ارشد طفلك كيف يعيش حياته وعندما يكبر في السن لن ينسى أبدا ما تعلمه. هذه حقيقة؛ فالطريقة التي نربي بها أطفالنا من صغرهم ستحدد شخصيتهم في المستقبل. نحن نؤمن بالتهذيب إذ إننا أنفسنا قد هذبنا والدينا ولا نزال نقدرهم لأجل هذا الأمر إلى اليوم. فلم نكن أبداً معرضين لهذه الكمية من المخاطر التي يتعرض لها أولادنا اليوم بسبب الإنترنت؛ إذ إن غزو التكنولوجيا الرقمية قد أمدت أولادنا بالمعلومات وفي بعض الأحيان نُفاجئ بأنهم على علم بأمور لم نكن نحن على علم بها عندما كنا في مثل أعمارهم. هذه علامة جيدة ولكن في بعض الأحيان فإن التكنولوجيا نفسها تكشف لهم معلومات غير ملائمة لأعمارهم مما قد يؤدي إلى التأثير على عقولهم بشكل سلبي وخطير.
علينا أن نكون حازمين ونتحلى بالرفق في الوقت نفسه عند مساعدة أطفالنا في النمو بالطريقة السليمة. إن المجهود الذي بذلناه في تهذيب سلوكياتهم الاجتماعية والأخلاقية ينبغي أن يكون هو نفسه المجهود الذي نبذله عند استخدامهم الإنترنت للتواصل مع الآخرين. وفي منطقة الشرق الأوسط، يتم حمايتنا من تأثير التكنولوجيا السلبي عند مقارنتنا بأقراننا من الغرب. أما في الدول الغربية، فإن الجرائم المرتبطة بالإنترنت تشهد ارتفاعاً ملحوظاً لأنه الجميع لا يمارسون السلوك الصائب على الإنترنت مع الآخرين. ويتعرض مستخدمو الإنترنت للأذى بسبب بعض المراهقين الذين لا يتبعون سلوكيات الإنترنت الصحيحة على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي. وبالتالي يُكونون فكر خاطئ عن خدمات الإنترنت للعالم الخارجي وهو أمر غير صحيح؛ إذ يعتبر الإنترنت أفضل ابتكار في جيل اليوم وعلينا أن نحترم ونقدر خدماته تقديراً صحيحاً وأن نُروج جانبه الجيد للآخرين.
واليوم، باعتبارنا آباء لأطفال صغار، قد نقوم بحمايتهم ولكن في يوم ما سيدخلون على الإنترنت بأنفسهم وبدون رقيب. وبالتالي تقع المسئولية علينا في تدريبهم بشأن كيفية استخدام الإنترنت استخداماً فعالاً. لذلك تعتبر آداب التعامل في التواصل على الإنترنت ضرورية وهامة جداً. علينا أن نشرح لأولادنا أهمية آداب التعامل على الإنترنت والعواقب التي يمكن أن تنشأ حينما لا يتم إتباع الآداب المناسبة للتعامل مع الإنترنت.
اشرح لأطفالك لماذا ينبغي أن يكون هناك قواعد للسلوك التي يجب إتباعها حينما يتواصلون على الإنترنت. قم بمناقشة وإعطاء أمثلة حقيقية عن أشخاص وقعوا ضحايا التعدي الالكتروني بسبب نشر رسائل خاطئة أو مؤذية. اثبت لهم أن أي تواصل على الإنترنت ليس مقصوراً بين شخصين ولكن أمام جمهور أكبر. وبالتالي السلوك الذي نظهره شخصياً ينبغي أن ينعكس على الإنترنت حيث يكون التواصل باحترام ولباقة تجاه بعضهم البعض.
قم بتعليمهم القواعد التي ينبغي إتباعها على الإنترنت، إذا قاموا بإرسال رسالة بريد إلكتروني، عليهم أن يخاطبوا المتلقي بشكل مناسب وكتابة عنوان واضح للموضوع، ولا يقومون بإرسال الرسائل الإلكترونية العشوائية. لا تتحدث بالسوء عن أي شخص على الإنترنت. وإذا كان هناك مخاوف حقيقية، تحدث معهم مباشرة بدلاً من أن تفعل ذلك على الإنترنت.
علمهم الجانب الجيد في التواصل على الإنترنت، علمهم أن يقوموا بنشر الرسائل الإيجابية مثل المشاركة ببعض الأمثال الجيدة أو مشاركة بالكلمات الدينية أو أن يكونوا جزءاً من الحملات التي تناضل من أجل قضايا الحق أو مشاركة اللحظات السعيدة أو التحدث بأشياء جيدة عن الآخرين، إلخ
علمهم ألا يقوموا بمشاركة الصور والفيديوهات مع الآخرين دون الحصول على موافقتهم وتجنب مشاركة المعلومات الشخصية لهم وللآخرين على الإنترنت. قم بالتواصل على الإنترنت مع الأشخاص الذين تعرفهم في الحقيقة.
إن السلوك الجيد سيبني علاقات جيدة مع الآخرين. عامل الناس باحترام لكي يعاملونك باحترام.
0 تعليقات